آخر الأخبار

من الصدام إلى الاحترام.. كيف فرض الشعباني نفسه في الدوري المغربي؟


 عندما وطأت قدماه المغرب لأول مرة، لم يكن الاستقبال وديًا. دخل معين الشعباني في صدام مع الصحافة خلال أول ندوة له كمدرب لنهضة بركان، وكأنها مواجهة مفروضة عليه بسبب سوابقه. لكن الأيام كشفت عن معدن الرجل، فبدل أن ينكسر تحت الضغط، صنع من الشكوك احترامًا، ومن التشكيك ثقة، ومن اللاشيء شيئًا.


منذ قدومه، وعد الشعباني ببناء فريق قوي، ولم يكن ذلك مجرد تصريح إعلامي، بل التزام فعلي أثبته على أرض الواقع. خلال موسمه الأول، قاد نهضة بركان إلى نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية وانتزع مقعدًا قاريًا، مؤكدًا أن الفريق لم يعد مجرد منافس عابر بل قوة حقيقية في الكرة المغربية والإفريقية.


لم يكن المشوار سهلاً، لكن الشعباني أثبت أنه مدرب يعرف جيدًا كيف يحقق الألقاب، حيث أضاف بطولة جديدة لخزينة نهضة بركان، ليؤكد أنه رجل الأوقات الصعبة والمدرب الذي يجيد التعامل مع النهائيات. لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل نتيجة عمل تكتيكي دقيق ورؤية واضحة لمستقبل الفريق.


حين عُرضت عليه فرصة تدريب منتخب تونس، كان بإمكانه العودة إلى وطنه وخوض تجربة جديدة، لكنه فضل الاستمرار مع نهضة بركان، مفضلاً الوفاء بمشروعه الذي بدأه. هذا القرار عزز مكانته في قلوب الجماهير البركانية، التي باتت ترى فيه قائد مشروع طويل الأمد، وليس مجرد مدرب عابر.


من الترجي إلى نهضة بركان، سطر معين الشعباني مسيرة تدريبية مليئة بالنجاحات، بأسلوبه الهادئ وعمله المتقن. واليوم، يحمل آمال جماهير بركان في تحقيق لقب قاري جديد، وهذه المرة في عصبة الأبطال الإفريقية.

أحدث أقدم