في مشهد يلخص معاناة الأندية القنيطرية مع البنية التحتية، توقفت مباراة فتيان النادي الرياضي القنيطري أمام نظيره نادي بدر القنيطري، ضمن منافسات البطولة الجهوية لعصبة الرباط سلا القنيطرة لكرة السلة، بسبب الأمطار الغزيرة التي غمرت ملعب المدينة العليا. هذا التوقف القسري أعاد إلى الواجهة مشكلة غياب قاعات رياضية مجهزة لاستقبال المباريات والتدريبات، رغم توفر المدينة على قاعة مغطاة حديثة التشييد، لكنها باتت خارج متناول معظم الفرق بسبب ارتفاع تكاليف استغلالها.
قاعة المدينة العليا بين المجانية والتسعيرة المرتفعة
على بعد أمتار قليلة من الملعب، توجد القاعة المغطاة التابعة لشركة سونارجيس، والتي كانت في السابق تحت إشراف وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مما جعلها مفتوحة مجانًا أمام الأندية المحلية. غير أن نقل تدبيرها إلى شركة خاصة أدى إلى فرض رسوم مالية للاستفادة منها، وهو ما بات يُثقل كاهل الفرق، التي تعاني أصلًا من شح الموارد.
هذا التحول في التسيير جعل العديد من الأندية، بما فيها نادي النادي الرياضيالقنيطري، تواجه صعوبات كبيرة في إجراء مبارياتها وتدريباتها، مما ينعكس سلبًا على مستوى التكوين وأداء اللاعبين الشباب، الذين يُحرمون من ظروف ممارسة سليمة لرياضتهم المفضلة.
قاعة الساكنية... الملاذ الوحيد
أمام هذا الوضع، لم يجد النادي خيارًا سوى اللجوء إلى قاعة الساكنية، التي أصبحت الملجأ الوحيد لاستقبال التدريبات والمباريات، رغم الضغط الكبير الذي تعرفه، نظرًا لتوافد العديد من الفرق عليها. ومع تزايد أعداد الأندية والممارسين، باتت هذه القاعة غير كافية لتلبية حاجيات الفرق، مما يفرض على الجهات المسؤولة البحث عن حلول عاجلة.
دعوات لإنقاذ كرة السلة القنيطرية
في ظل هذه الإكراهات، يطالب مسؤولو الأندية المحلية والفعاليات الرياضية بإعادة النظر في طريقة تدبير القاعات الرياضية، وتوفير فضاءات مناسبة للممارسة، بما يراعي الظروف المادية للأندية، خاصة الفئات الصغرى التي تحتاج إلى بنية تحتية ملائمة لصقل مواهبها. كما يأمل محبو كرة السلة أن تتدخل الجهات المختصة لإيجاد صيغة تمكن الأندية من الاستفادة من القاعات المغطاة بأسعار مناسبة أو بصيغة دعم تُخفف من الأعباء المالية المفروضة عليها.
إن استمرار هذا الوضع قد يُضعف مستوى كرة السلة في المدينة، ويحرم المواهب الشابة من فرص التألق، وهو ما يستدعي تدخلاً سريعًا للحفاظ على هذه الرياضة وضمان استمرارها في تقديم أجيال جديدة قادرة على تمثيل المدينة في المحافل الجهوية والوطنية.