محمد نزار شاش / القنيطرة
يعيش النادي الرياضي القنيطري لكرة السلة “الكاك باسكيط” على وقع تحولات جذرية، حيث أفرز الجمع العام الأخير استقالة رئيس النادي وأعضاء المكتب المسير، وهو ما يعني، وفق القانون الأساسي، حل المكتب بالكامل والإعداد لعقد جمع عام استثنائي انتخابي خلال فترة لا تتجاوز 15 يومًا. هذه التغيرات تضع النادي أمام مرحلة دقيقة في مسيرته، وهي فرصة لجميع رجالات الكاك باسكيط ومحبيه للتفكير في أفضل السبل لإعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي في مصاف الأندية الممتازة، بعدما طال انتظار عودته لتحقيق أمجاد الماضي.
مسار طويل ومشرف للنادي
يعد النادي الرياضي القنيطري لكرة السلة من بين الأندية المغربية العريقة التي أثبتت قدرتها على إنتاج لاعبين بارزين، ومسيرين أكفاء، ومدربين ذوي كفاءة عالية. وتظل مدرسة الكاك باسكيط إحدى المدارس الرائدة على الصعيد الوطني، حيث قدمت للنادي وللمنتخب المغربي العديد من الأسماء التي تألقت في المحافل الرياضية، محليًا ودوليًا، وساهمت في رفع مستوى كرة السلة الوطنية. لهذا، فإن ما يمر به النادي اليوم ليس مجرد استحقاق انتخابي فحسب، بل هو مسؤولية يتعين على كل محب للنادي الالتفاف حولها والعمل بجد من أجل انتشال الفريق من الأزمات التي يمر بها.
الجمع العام الاستثنائي: فرصة للتغيير والإصلاح
في ضوء استقالة الرئيس وأعضاء المكتب المسير، تتجه الأنظار إلى الجمع العام الاستثنائي المرتقب، الذي يمثل فرصة ذهبية أمام محبي النادي لاختيار قيادة جديدة قادرة على مواكبة تطلعات الجماهير وتطوير أداء النادي. ومن المهم أن يتسم هذا الاختيار بالحكمة والتروي لضمان تشكيل مكتب يسعى بجدية لإعادة النادي إلى المنافسات الكبيرة، ويكون على مستوى تطلعات محبي “الكاك باسكيط”.
التحدي الأكبر أمام الأعضاء المقبلين هو تحقيق التوازن بين ما يحتاجه النادي ماديًا وتقنيًا وبين رؤية الجماهير التي تود رؤية فريقها يتألق في ملاعب كرة السلة. يتعين على المكتب الجديد أن يمتلك رؤية واضحة للتعامل مع التحديات المالية والتقنية التي تواجه الفريق، ووضع استراتيجيات لتطوير مدرسة النادي وتوسيع قاعدة اللاعبين الشباب، بما يضمن استمرار تقديم المواهب وصقلها.
وحدة جميع الأطراف: أساس العودة إلى القسم الممتاز
في ظل التحديات التي يمر بها النادي، لا يمكن للقيادة الجديدة أن تحقق الأهداف المرجوة دون تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك اللاعبين القدامى، والسلطات المحلية، والمنتخبين، إضافة إلى الجماهير الوفية التي لطالما كانت السند الحقيقي للنادي. يشكل اللاعبون القدامى ركيزة أساسية في تاريخ الكاك باسكيط، فهم يحتفظون بخبرات طويلة ومهارات تعكس روح النادي وشخصيته، ويمكنهم أن يكونوا مرشدين للجيل الحالي وركيزة لدعم مشروع تطوير النادي.
ومن جهتها، تشكل الجماهير المحبة للنادي، خاصة “حلالة بويز”، العمود الفقري لفريق الكاك باسكيط، حيث لطالما كانت هذه الجماهير رمزًا للوفاء والالتزام، تقف بجانب النادي في كل المباريات، سواء داخل المدينة أو خارجها. لذلك، فإن نجاح القيادة الجديدة لا يعتمد فقط على القرارات الإدارية بل يتطلب أيضًا التفاف الجماهير ودعمها المتواصل. تظل روح الجماهير ودعمها المتواصل حافزًا قويًا للاعبين والمدربين لتقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب.
الدور المحوري للسلطات المحلية والمنتخبين
إضافة إلى ما سبق، تقع مسؤولية كبيرة على السلطات المحلية والمنتخبين في دعم هذا النادي العريق، حيث إن نجاح المشروع الرياضي للنادي يعتمد إلى حد كبير على دعم المؤسسات المحلية. من الضروري أن تلتزم السلطات بتوفير البنية التحتية اللازمة للنادي، وتقديم الدعم المالي والمعنوي، خاصة أن هذه المؤسسات تعتبر داعمة للاستقرار الرياضي بالمدينة، وسيساهم تواجدها بقوة في تعزيز المكانة الرياضية للقنيطرة.
الالتزام الجماعي لإعادة النادي إلى قمة المنافسات
لتجسيد طموحات “الكاك باسكيط” في العودة إلى القسم الممتاز، يجب أن يكون الالتزام جماعيًا وشاملًا. إن العودة إلى المنافسات الكبرى تستلزم تكاتف جميع مكونات النادي، من مكتب مسير جديد إلى لاعبين شباب وجماهير مخلصة. لا يمكن لأي جهة وحدها أن تحقق هذا الهدف، فالنجاح يحتاج إلى جهود موحدة وخطة متكاملة تسير في اتجاه إعادة بناء النادي وفق أسس متينة تراعي التحديات المالية والتقنية، كما تسعى في الوقت نفسه إلى تطوير الطاقات الشابة وتوسيع قاعدة المشجعين.
مسؤولية المرحلة: انتخاب مكتب مسير بمستوى تطلعات الجماهير
في النهاية، ينتظر الجميع من الجمع العام الاستثنائي المرتقب أن يسفر عن انتخاب مكتب مسير ورئيس يكون على مستوى تطلعات الكرة البرتقالية القنيطرية. فالكاك باسكيط، كفريق عريق وذو تاريخ مشرف، يستحق قيادة طموحة تعمل على تطوير النادي، وتلتزم بإعادة الكاك باسكيط إلى المنافسات الكبرى في أقرب الآجال، وتحقيق أهدافه على الصعيد الوطني.
الخلاصة
النادي الرياضي القنيطري لكرة السلة يقف اليوم أمام تحدٍ مصيري يتطلب من الجميع التفافًا كاملاً وجهودًا حثيثة. الجماهير، اللاعبون القدامى، السلطات المحلية، والمنتخبون، جميعهم مدعوون للعمل يدًا بيد لضمان مستقبل واعد لهذا الفريق العريق. إن العودة إلى القسم الممتاز ليست مجرد حلم، بل هي هدف قابل للتحقيق إذا تضافرت جهود الجميع.